ذبح الهدي في الحج
ويعد ذبح الهدي في الحج أحد الطقوس الهامة التي يقوم بها الحجاج في فترة الحج، ويشير ذبح الهدي إلى عملية ذبح الأضاحي المخصصة، وتشمل عادة الأضاحي مثل الأغنام والأبقار والماعز..
ويتم ذبح الهدي عادة في أيام عيد الأضحى المبارك، وتكون هذه العملية جزءًا من مناسك الحج. يُعتبر ذبح الهدي تعبيرًا عن التضحية والطاعة لله، حيث يقوم الحاج بتقديم الهدي كنذر أو تعبير عن شكره وتقديره لله.
وبعد ذبح الهدي، يتم توزيع لحمها على الفقراء والمحتاجين والأقارب والأصدقاء وتقسيمها بين الحجاج. يعتبر ذلك فعلاً من أعمال الخير والتكافل الاجتماعي في فترة الحج.
من الجوانب الدينية والروحية، يُعتبر ذبح الهدي تعبيرًا عن الاقتداء بسنة النبي إبراهيم عليه السلام وتقديرًا لله والتضحية في سبيله. تلك العملية تشكل جزءًا من تجربة الحج الروحية والتقوية للعلاقة بالله.
حكم ذبح الهدي في الحج
يعتبر ذبح الهدي في الحج فرضًا مستحبًا وليس من أركان الحج، ولكنه يأخذ أهمية كبيرة في الشعائر الحجية ويعتبر تقليدًا للنبي إبراهيم عليه السلام.
وللحكم على ذبح الهدي في الحج، هناك دلائل من القرآن والسنة تدعم مشروعية وتحث على ذلك. في القرآن الكريم، في سورة الحج الآية 36، يقول الله تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ"، وهذا يشير إلى أن الله جعل لكل أمة طقوسًا وشعائر لتذكره وتعبده بما رزقهم من الأنعام..
أما من السنة النبوية، فقد ثبتت أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشرع فيها ذبح الهدي خلال الحج. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا" (رواه البخاري). هذه الحديث تعني أن من لديه القدرة المالية ولم يذبح هديًا، فلا يقرب مصلانا، أي لا يقرب مكة للعمرة في الأيام المحددة.
وهناك أيضًا العديد من الأحاديث التي تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يضحون الهدي خلال الحج والعمرة. استنادًا إلى هذه الأدلة، يمكن اعتبار ذبح الهدي في الحج مستحبًا وموصى به.
ما حكم من لم يذبح الهدي في الحج 2023
وتوضيح حكم من لم يذبح الهدي في الحج، نذكر لكم فتاوى الشيخ نوح علي سلمان (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/5)، والتي جاء فيها ما يلي:
يجب على المتمتع والقارن دم؛ أي ذبح شاة، فإن لم يجد دمًا وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، فإن لم يستطع أن يصوم في الحج صام العشرة إذا رجع إلى أهله، وفرَّق بين الثلاثة والسبعة بمقدار أربعة أيام -يوم النحر و أيام التشريق - ومدة السفر من مكة إلى بلده.
مع العلم بأن دم التمتع والقِران -وما وجب بفعل حرام أو ترك واجب- يجوز ذبحه بعد أيام التشريق، لكن يُشترط أن يكون الذبح بالحرم المكي.
أما صيام أيام التشريق فلا يصحُّ، ومن لم يقدر على ذبح الشاة وأراد الصيام يُحرم بالحج يوم السادس من ذي الحجة، ويصوم السادس والسابع والثامن ليكون يوم التاسع مفطرًا، وكذا يوم العيد وأيام التشريق.
